التوسل بالأنبياء والأولياء
الدعاء .
الجواب : إن تحريم التوسل بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله ، وبسائر الأنبياء والأئمة عليهم السلام وكذا بالأولياء الصالحين ، هو من مبتدعات الوهابيين . قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ) سورة المائدة - 35
قال السمهودي الشافعي في كتابه : وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى ( قد يكون التوسل به صلى الله عليه وآله وسلم بطلب ذلك الأمر منه بمعنى أنه صلى الله عليه وآله وسلم قادر على التسبب فيه بسؤاله وشفاعته إلى ربه ، فيعود إلى طلب دعائه ، وإن اختلفت العبارة ، ومنه قول القائل : له أسألك مرافقتك في الجنة . . . الحديث ، ولا يقصد به إلا كونه صلى الله عليه وآله وسلم سببا وشافعا ) .
وفي كتاب كشف الارتياب ص 252 . ( روى النسائي والترمذي وغيرهما إنه صلى الله عليه وآله وسلم علم بعض أصحابه أن يدعو ويقول : اللهم إني أسئلك وأتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة ، يا محمد يا رسول الله ، إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي ، اللهم فشفعه لي )
ونقل السمهودي في وفاء الوفا ج 2 ص 422 عن القاضي عياض في الشفاء بسند جيد عن أبي حميد ، قال : ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال مالك : يا أمير المؤمنين ، لا ترفع صوتك في هذا المسجد ، فإن الله تعالى أدب قوما فقال ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي . . . الآية ) ومدح قوما فقال ( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله . . . الآية )
وذم قوما فقال ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات . . . الآية ) وإن حرمته ميتا حرمته حيا ، فاستكان لها أبو جعفر ، فقال يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فقال : لم تصرف وجهك عنه ، وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله ، قال الله تعالى ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم . . . الآية ) انتهى .
وقد ذكر صاحب كتاب خلاصة الكلام أن هذا الحديث أورده السبكي في كتابه شفاء السقام في زيارة خير الأنام ، والسمهودي في كتابه خلاصة الوفا ، والقسطلاني ، في المواهب اللدنية ، وابن حجر في تحفة الزوار والجوهر المنظم ،
وذكر كثيره من مؤلفي كتب المناسك في آداب زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم . قال ابن حجر في كتابه الجوهر المنظم ( رواية ذلك عن الإمام مالك جاءت بالسند الصحيح الذي لا مطعن فيه .
وقال الزرقاني في شرح المواهب ورواها ابن فهد بإسناد جيد ( ورواها القاضي عياض في الشفا با سناد صحيح رجاله ثقات ، ليس في إسنادها وضاع ولا كذاب . وقال : ومراده بذلك الرد على من نسب إلى مالك كراهية استقبال القبر )